شعر البوصيري عدا مدائحه النبوية”دراسة موضوعية وفنية “
إعداد:
أ. ســارة الســراحنة
عضو هيئة تدريس – جامعة القدس المفتوحة
الملخص:
علق في أذهان الناس أن البوصيري هو شاعر المدائح النبوية ، وغفل الكثير عن إظهاره كشاعر مبدع في العصر المملوكي الذي وصف بأنه عصر الانحطاط وعصر الصنعة والزخارف.
و هذا البحث يهدف إلى استجلاء شعره كشاعر متميز في ضروب الشعر كاملة .
وهذا البحث جاء في تمهيد وفصلين ؛ في التمهيد تحدثت عن حياة الشاعر اسمه وكنيته ولقبه ، مولده ووفاته، ثقافته ومهنته ورحلاته.
وأما الفصل الأول فعرضت فيه أغراضه الشعرية من مدح وهجاء وإخوانيات وغزل ووصف ورثاء. والفصل الثاني ركزت فيه على بعض الظواهر الأسلوبية والصور الفنية .
في نهاية البحث توصلت إلى نتائج مهمة منها : أن البوصيري قد عاش حياته ناقماً على مجتمعه بسبب الحالة الاجتماعية التي كان يعيشها وما فيها من فقر وحرمان وكثرة عيال ،لذا نجده دائماً يشكو من كثرة أبنائه وسوء حالهم .
Abstract:
It is considered that :Al-Busiri is the poet of Prophet’s praising and neglected as a creative poet in the Mamluk era, which described as the era of decadence and the era of workmanship.
This research is designed to elucidate the distinguished poet in his poetry forms.
This research consists of an introduction and two chapters as:
The preface describes the life of the poet: his name , his surname , the date of the birth , death , his career and his travels.
The first chapter introduced the purpose of poetic praise and satire , spinning and describe and lament.
The second chapter focused on some of the phenomena of stylistic and artistic images.
The research revealed the following important results:
He lived his life with a feel of revenge to his society because of his social status, which he lived in, and because of poverty and deprivation, and the large number of his family, so we find him always complains about the large number of his sons and their bad experience .
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كثيرة هي المفاهيم الخاطئة التي تعلق في أذهان الناس ، ومن جملة هذه المفاهيم اعتقاد الكثيرين منهم أن العصر المملوكي كان عصر انحطاط للأمة العربية الإسلامية في جميع مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية، وتعرضوا له بالنقد والتجريح وألصقوا به غير قليل من التهم، فقد وصفه بعضهم بأنه أدب الصنعة والزخارف ووصفه آخرون بأدب النكتة والتحسين وربما في دراسة شاعر “كالبوصيري” خير رد على هؤلاء الذي يدعون ذلك .
أما الأسباب التي دفعتني لهذه الدراسة فهي إغفال الباحثين لأشعار البوصيري التي تعدّت مدائحه النبوية حيث اعتبر فارس هذا الفن دون منازع.
وكل ما وجدته في بطون الكتب اهتمامهم الواضح بمدائحه دون الأشعار الأخرى، وهذا في حد ذاته شكَّل صعوبة بالنسبة لي لأنني لم أجد ولو مرجعاً واحداً يرشدني في بحثي هذا، الذي أرجو أن أكون وُفقت فيه.
ونظراً لتحقيق الفائدة قسمت البحث إلى تمهيد وفصلين.
التمهيد: خصصته للحديث عن حياة البوصيري، اسمه، كنيته، مولده، وفاته، ثقافته،مذهبه الديني .
الفصل الأول: تحدثت فيه عن موضوعات شعر البوصيري وأبرزها المدائح النبوية التي تحدثت عنها بإيجاز، إذ لا يمكن استثناؤها فهي سبب شهرته ثم تحدثت عن بقية الأغراض من مدح وهجاء وسخرية وقد رتبتها حسب حجمها في الديوان.
الفصل الثاني:درست فيه أشعار البوصيري من الناحية الفنية حيث تناولت الحديث عن بناء القصيدة وأسلوبه في نظم الشعر من حيث اللغة والألفاظ والمعاني ثم تحدثت عن الصورة الشعرية والخيال، وفي النهاية تحدثت عن الموسيقى الخارجية والداخلية.
وقد اعتمدت على المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي في تناول النصوص وتحليلها وبيان الهدف الذي يريده الشاعر منها.
وأخيراً أرجو أن أكون قد وُفقت في هذا العمل المتواضع الذي أفادني بالمعلومات القيمة والمهمة .
اسمه وكنيته ولقبه:
هو محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن حيان بن صنهاج بن ملال الصنهاجي البوصيري، اتفقت المصادر التي وجدنا له فيها ذكراً على أن اسمه محمد واسم أبيه سعيد [i]ويتشابه صاحب كتاب فوات الوفيات في تسميته له مع الصفدي قال: ” هو محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن ملال الصنهاجي ” حيث أبدل خلال بملال[ii]“.
أما كنيته فهي أبو عبد الله اتفقت المصادر التي ذكرت كنيته على ذلك[iii] ولم نجد له كنية غيرها.
وعلى عادة أهل العصر الذين كانوا يختارون لأنفسهم ألقاباً يعرفون بها فقد اختار لنفسه لقب شرف الدين[iv].
مولده ووفاته:
لقد اتفقت المصادر التي ورد له فيها ذكراً على سنة ولادته وبصورة دقيقة فقد حددوا اليوم والشهر والسنة فذكروا أنه ولد يوم الثلاثاء مستهل شوال سنة ثمان وستمائة، ولم ينفرد بسنة أخرى إلا المقريزي فقد جعل مولده سنة ست وقيل ستة عشر وقيل سبع وستمائة وتوفي سنة ستمائة وست وتسعين[v].
ثقافته :
ليس لدينا من أخبار البوصيري ما يكشف لنا كيف قضى طفولته أو صباه، غير أنه يمكن القول إنه بدأ حياته الدراسية، بحفظ القرآن، ثم جاء إلى القاهرة، والتحق بمسجد الشيخ عبد الظاهر ، حيث درس العلوم الدينية,وشيئا من اللغة كالنحو والصرف والعروض كما درس الأدب ، وجانبا من التاريخ الإسلامي ،والسيرة النبوية[vi] .
ثم أقبل على التصوف،فدرس آدابه وأسراره ،وقد تلقى ذلك عن أبي العباس المرسي،الذي خلف أبا الحسن الشاذلي [vii]في طريقته،وكان بين البوصيري وشيخه علاقة حب لذلك تأثر البوصيري بهذه التعاليم، وظهر أثر ذلك في شعره واضحا[viii] .
وقد عرضت عليه وظيفة الحسبة، وهذه الوظيفة لا تسند إلا لمن ألم بمبادئ الفقه ثم اشتغل كاتباً في بلبيس، فلا بد أن يكون قد ألمّ بالأعمال الحسابية التي ينبغي أن تتوافر فيمن يعين في مثل هذه الوظيفة.
وكان يطالع المؤلفات التي يضعها النصارى واليهود تأييداً لأديانهم، وقد رأى فيها أفكاراً لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، فدعاه ذلك على دراسة الإنجيل والتوراة دراسة دقيقة ،كما درس تاريخ ظهور المسيحية، ثم أخذ يرد على أصحاب هذه الديانات، محاولاً إقناعهم بان الأناجيل التي بين أيديهم لا تدل على ألوهية عيسى وإنما تدل على نبوته، وأن هذه الأناجيل تخبر بظهور نبي من أبناء إسماعيل، ثم استنكر ما تنسبه التوراة إلى الأنبياء من ارتكاب المعاصي، وإلى جانب ما تقدم، كان البوصيري يجيد فن الخط[ix].
وبرع في النظم قال فيه الحافظ ابن سيد الناس هو أحسن من الجزار والوراق[x]وقال السيوطي وما أحسن قوله في افتتاح ديوانه:
كتب المشيبُ بأبيضٍ في أسودٍ بغضاء ما بيني وبين الخُرَّدِ[xi]
وقال ابن شاكر شعره في غاية الحسن، واللطافة عذب الألفاظ منسجم التركيب[xii] ومن قصائده (ذخر المعاد في معارضة بانت سعاد، والقصيدة الهمزية في المدائح النبوية، والكواكب الدرية في مدح خير البرية المشهورة بقصيدة البردة، والكلمة الطيبة والديمة الصيبة)[xiii].
وللبوصيري في مديح النبي صلى الله عليه وسلم قصائد طنانة منها قصيدة مهموزة أولها:
كيف ترقى رقيك الأنبياء يا سماءً ما طَاولَتْها سَمَاءُ[xiv]
وقصيدة : تسمى (ذخر المعاد في وزن بانت سعاد)
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنتَ عن كُلِّ ما قَدَّمْتَ مَسؤولُ[xv]
والقصيدة المضرية في الصلاة على خير البرية والتوسل بالقرآن:
وقصيدته المشهورة بالبردة التي أولها :
أمِن تذكَّر جيرانٍ بذي سلمِ مزجتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بدمِ[xvi]
مهنته ورحلاته:
يبدو أن البوصيري نشأ في أسرة فقيرة، ولذلك اضطر إلى السعي لطلب الرزق منذ صغره، فزاول كتابة الألواح التي توضع شواهد على القبور .
ثم أخذ يتقرب من بعض الأمراء والوزراء، ويمدحهم بشعره، فعُرض عليه أن يكون محتسب القاهرة، فاعتذر عن قبول هذه الوظيفة[xvii]، وشرح لنا أسباب امتناعه في قصيدة طويلة مطلعها:
لا تظلموني وتظلموا الحسبه فليس بيني وبينها نسبه
غيري في البيع والشرا دربٌ وليس في الحالتين لي دُربه[xviii]
فهو كما يقول يجهل هذا النوع من العمل، وليس له خبرة بأحوال الأسواق، ولا بأنواع التجارة وألاعيب التجار، وما يتعلق بالبيع والشراء من مقاييس، ومكاييل، وموازيين، وغير ذلك.
وهو يخشى أن يكون ظالماً في عمله لأنه يكره الظلم، فرأى أن يبتعد عن الحسبة ومتاعبها، وقنع بما يكسبه من كتابة الديوان والألواح ونظم الشعر، وفي ذلك يقول:
ما سوى حرفة الكتابة لي من وطر ابتغي ولا إربه
والشعر ميزانه أقومه وليس تنقام منه لي حدبه [xix]
وإلى جانب ذلك، فإنه أخذ يتغنى بإتقانه للأعمال الحسابية إلى درجة أنه لم يخطئ قط، قال:
إني امرؤ حرفتي الحساب فلا يدخل ريب علي في حسبه
ولا ترد الكتاب جائزة على حساب منى ولا شطبه
يشرق منى بريقه رجل يشرب مال العمال في شربه[xx]
ويبدو أنه لم يجد عملاً حسابياً في القاهرة، فاضطر إلى قبول وظيفة في بلبيس، ولم يكن الرجل ماهراً في الأعمال الحسابية كما ادعى، قليل المعرفة بها، ولذلك كثر عنده الخطأ، وكان كُتّاب النصارى، وهم أعلم منه بالحساب ، يكتشفون هذه الأخطاء، ويقررون عدم صلاحية البوصيري لما أسند إليه، فأخذ يدافع عن نفسه ويرمي هؤلاء الكُتّاب بالجهل، ويذكر أنه أعلم منهم، فمن ذلك قوله:
يغالطني بعض النصارى جهالة إذا أوجب الملغي وألغى الموجبا
وما كان من عدَّ الثلاثة واحداً بأعلم مني بالحساب وأكتبا[xxi]
ثم انهال عليهم بالشتائم ورماهم بكل موبقة، فنشب عداء بينه وبينهم، إلا أن الفقر اضطره إلى مسايرتهم على مضض، وكان نصارى بلبيس مع ذلك يحاولون إرضاءه بالهدايا .
قضى البوصيري أعواماً في بلبيس متمتعاً بطيب العيش متنقلاً بين المدن والقرى التابعة لها.
ويقول المقريزي: “إن البوصيري كان يعاني صناعة الكتابة الديوانية، ويتصرف في المباشرات، وباشر في الشرقية ببلبيس “.
وصناعة الكتابة التي يذكرها المقريزي، هي كتابة الحساب، وكانت وظيفة البوصيري صغيرة، لأن نزاعه مع الكتّاب، يدل على أنه كان واحداً منهم، وربما كان تنقله بين المدن والقرى التي ذكرها في شعره بحكم عمله.
ويبدو أن الشاعر لم تطب نفسه بالعيش في هذا الجو، وقد اعتزل العمل في ديوان كتابة الحساب بسبب سوء معاملة الناظر الجديد له.
ومع أن عصر البوصيري امتاز بكثرة الوظائف والموظفين وبخاصة وظائف التدريس، إلا أنه لم يظفر بعمل يعيش منه، فاضطر إلى أن يفتح كُتَّاباً لتحفيظ القرآن، وقد أشار إلى ذلك بقوله:
قد صار كُتَّابي وبيتي مِنْ بني غَيْرِي وأبنائي كَبُرْجِ حَمَامِ[xxii]
ولعل ربحه من هذا الكتّاب كان زهيداً، فاضطر إلى إغلاقه، وخرج من القاهرة سعياً وراء الرزق، فذهب إلى المحلة، ومدح ناظرها، ويبدو أن هذا الناظر قرر له إعانة شهرية، ولكنه كعادته لم يستطع أن يكسب عطف الكتّاب، وبخاصة النصارى ، فأخروا عنه مرتبه حتى عدة شهور دون أن يعطوه شيئاً، فأثر في نفسه تأثيراً شديداً ولذلك نراه يهاجم نصارى المحلة بهجاء مقذع.
يضاف إلى ذلك أن بعض بني عرام دعاه ذات مرة إلى حمام في المحلة، فسقط وكسرت ساقه.
وكثيراً ما وجدنا البوصيري يشكو من هذا الكسر في شعره، ولما وقعت له هذه الإصابة انتقل إلى سخا وأقام بها بعض الوقت.
وقد لاحظنا أن البوصيري أخفق في حياته العملية ، وذلك لأن الانسجام كان مفقوداً بينه بين الناس خاصة، وقد عرفنا من أخلاقه ما يكفي لإدراك سر إخفاقه.
مذهبه وتصوفه:
بعد أن تنقل الشاعر في عدة أماكن لم يجد في آخر المطاف بداً من العودة وفتح كتّابه الذي كان قد أغلقه بعد أن تنكر له الناس، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يجد الشاعر في التصوف ملاذه ومكانه الطبيعي، وذكر سيد كيلاني أن الشاعر (انضم إلى الشاذلي وأصبح من أتباعه وأخذ ينافح عن الصوفية ضد الفقهاء ويعرض بهذه الطبقة تعريضاً فاحشاً)[xxiii].
” ووصف بأنه الشيخ الإمام العارف العامل المحقق البليغ”[xxiv]
أما موقفه من الصوفية فمؤيد لهم بل كان ينافح عنهم ويرد على خصومهم، ويرى أن الشاذلي قطب الزمان وغوثه وإمامه، وأبو العباس المرسي تلميذ الشاذلي، ولكن الشاعر لم يبلغ مرتبة عالية في التصوف ولو أن أثرها واضح في شعره[xxv].
ومطلع قصيدته في أبي العباس المرسي:
كتبَ المشيبُ بأبيضٍ في أسود بغضاء ما بيني وبين الخُرَّدِ [xxvi]
وقد أشار السيد كيلاني أن الشاعر شبه الشاذلي بموسى وأبا العباس المرسي بيوشع وفي ذلك يقول البوصيري:
اليوم قام فتى عليّ بعده كما يبلغ مرشداً عن مرشد
فكان يوشع بعد موسى قائم بطريقه المثلى قيام مؤكد
فليقصد المستمسكون بحبله دار البقاء من الطريق الأقصد [xxvii]
وفي هذه القصيدة تحدث البوصيري عن التصوف وآداب المريد من المتصوفة من خلال الحديث عن أبي العباس المرسي وأبي الحسن الشاذلي.
ومما لا شك فيه أن البوصيري وجد ملجأً لجأ إليه بعد أن تعرض للناس بالهجاء، ولا سيما أرباب الدواوين من العمال والكتبة والمنشئين بالإضافة إلى هجاء بعض الأمراء ذوي النفوذ ، فلا غرابة أن رأينا حقد هؤلاء عليه يجهد في نشر خبر موته، حيث كان بعضهم ينشر خبر وفاة البوصيري متلذذين على الرغم من أن البوصيري كان غزير الفضل كريماً، إلا أن سلاطة لسانه وذكره للناس بالسوء في مجالس الأمراء والوزراء جعلهم كذلك[xxviii]، ووصف البوصيري بأن فيه طبيعة الهدى والصلاح وكان عنده نزعة إلى التقوى[xxix].
الطريقة الشاذلية:
وهي تقوم من الناحية السلوكية على العمل بالكتاب والسنة ، والمقصود أن الشاذلي يلزم أصحابه وأتباعه ألا يقولوا قولاً يخالف في ظاهره ما تعارف عليه أهل السنة والجماعة، يدل على ذلك قوله: ( لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يحدث في غد وما بعد غد إلى يوم القيامة) ومثل الأقوال كذلك الأفعال والأعمال من حيث وجوب مراعاة الكتاب والسنة، وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، يدل على ذلك قوله في إحدى رسائله ( إن ظهرت الظلمة تحت النور الممتد من القلب فلا يخلو أن يلوح عليها لائح القبح بانقباض القلب، فاحذر ذلك، وتجنبه فإنه المحظور أو يكاد : ولا يقطع ذلك إلا ببينة من كتاب الله عز وجل أو سنة أو إجماع أو خلاف لإمام كمالك والشافعي وغيرهما)، ثم تلاوة الأحزاب وعقد مجالس الذكر التي تنشد فيها الأشعار من الناحية العملية[xxx] .
وأما من الناحية النظرية فإن طريقة الشاذلي تقوم أولاً على الاعتقاد بان الموجود شيئان خالق ومخلوق، أو عباد وإله معبود ، وهو إيمانه بالله وتصوره العلاقة بينه وبين الخالق متفق مع مذهب أهل السنة،
ويقرر الشاذلي في طريقته أصلاً آخر يكون منها بمثابة القطب من الرحى، وذلك هو أن السالك إلى الله يمر في طريقه إليه بمنازل ومقامات متفاوتة يعظم بعضها بعضا، حتى يصل إلى مقام التعريف وهو مرتبة الوصول ، وعند ذلك يصبح بحق قطب الغوث ، وهو لا يكون إلا بعد أن يبلغ المرء من سن الأربعين، مثله في ذلك مثل النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءته النبوة.
أغراضه الشعرية:
يمكن تقسيم شعره إلى قسمين أساسيين الأول في المدائح النبوية والثاني شعره الاجتماعي في المديح والهجاء وشكوى الحال وما إلى ذلك من أمور الحياة و العيش[xxxi].
أولاً : المدائح النبوية :
من خلال مطالعة ديوانه تبين لنا أنه يحتوي على ما يناهز الثلاثة آلاف ومائتي بيت من الشعر بينهما ألف ومائة لأربع قصائد في مدح النبي هي أشهر قصائده ومدائحه، وهناك قصائد أخرى كثيرة في المدح النبوي .[xxxii]
ولو تأملنا الديوان لوجدنا أن شعر المديح النبوي وحده يفوق سائر الأغراض الشعرية التي يدور عليها شعر البوصيري أي يكاد يبلغ ثلثي ديوانه، وهي نسبة كبيرة جداً إذا قسناها بما لدى الشعراء الآخرين .[xxxiii]
وجملة ما قاله البوصيري في المديح النبوي أربع عشرة قصيدة، ما بين مطولات وصلت إحداهن إلى أكثر من خمسمائة بيت، ومقطعات قصيرة لم تزد إحداهن على ثمانية أبيات.
ولابد من الإشارة إلى القصائد الأربع التي تمثل حجر الزاوية في مديح البوصيري للنبي، أطولها وأولها في ديوانه: همزيته التي تبلغ أربعمائة وسبعة وخمسين بيتاً ومطلعها :
كيف ترقى رقيك الأنبياء يا سماءً ما طاولَتها سماءُ[xxxiv]
يليها في الطول (لامية) عدد أبياتها مئتان واثنان وثمانون بيتاً سماها ” المخرج والرد على النصارى واليهود ومطلعها :
جاء المسيح من الإله رسولاً فأبى أقل العالمين عقولا[xxxv]
تليها قصيدة ” ذخر المعاد في وزن بانت سعاد ” التي نظمها على غرار لامية كعب بن زهير الشهيرة، وعدد أبياتها مائتان وستة أبيات ومطلعها :
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول [xxxvi]
أما القصيدة الرابعة، فهي الأشهر والأعظم في نتاج المدح النبوي بعامة وهي قصيدة البردة أو البرأة تقع في مائة وسبعة وخمسين بيتاً ومطلعها :
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلةٍ بدم[xxxvii]
وقد ذهب محقق الديوان إلى أن أول قصيدة في المديح النبوي قالها البوصيري عام 654هـ والتاريخ مهم لأنه يحدد البداية لفن المديح النبوي عنده ،ومعنى هذا أن البوصيري لم يقل في هذا الفن إلا بعد أن نضج تصوفه واكتمل[xxxviii] وهو يشير في أول قصيدة له إلى حياته الماضية ويعتذر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
فإن ضاع قولي في سواك ضلالةً فما أنا بالماضي من القول معتد[xxxix]
المديح:
كثر فن المديح في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي، وظل هذا الفن يحتفظ لنفسه بموضع عريض بين فنون الشعر الأخرى ، ولا يكاد يخلو ديوان من دواوين الشعر العربي من هذا الفن باستثناء ديوان شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة الذي حصره في الغزل:
وتتفاوت أشعار المديح بين ديوان وآخر، فمن الشعراء من أكثر من هذا الفن ومنهم من كان مقلاً.
ويقرر باحث محدث أن الشعر العربي شعر بلاطي ولا يزدهر إلا في ظل الملوك والأمراء[xl]، وهذا يدل على ولع الملوك والسلاطين بالإشادة بأشخاصهم وسلطانهم والغض من أعدائهم ،وقد اهتم الحكام بالمديح بوصفه طريقاً إلى الإعلان عن مجموعة من القيم الحائزة للتقدير الجماعي[xli].
والممدوحون ليسوا جميعاً من الحكام ورجال الدولة،ولهذا نجد القيم الحائزة للتقدير الجماعي لا تبرز كلها في قصيدة واحدة في فن المديح، فما يمكن إلحاقه بالحاكم من هذه القيم لا يليق بغيره، وما يليق بالعالم من صفات قد لا يليق إلحاقه بالحاكم وهكذا.
والصفات التي تحظى بتقدير مجتمع ما قد لا تجد نفس التقدير والحظوة في مجتمع آخر، وقد يحتقرها مجتمع ثالث، ونحن نعرف أن الصفات التي وجدت تقديراً في المجتمع الجاهلي لم تجد نفس التقدير في المجتمع الإسلامي، ولكن تبقى هناك صفات هي القيم العليا ، تحظى بالتقدير الجماعي في مختلف المقاييس بين مجتمع وآخر[xlii].
ويأتي فن المدح عند البوصيري (مدح الملوك والأمراء والأصحاب) على المرتبة الثانية بعد المديح النبوي واتخذ عنده شكلين.
الأول : القصائد الطويلة وبلغت عنده ست قصائد.
الثاني: المقطعات القصيرة وبلغت عنده ثلاث مقطوعات.
وقد ركز الشاعر في بدايات مدحه على صفة الكرم حيث مدح أهل الحكم من السلاطين والأمراء والوزراء وهو يمدح بعض الأمراء فيقول:
أنت الأمير المعيد السُّننا كالعود منه بذكره رطبه
والسابق الأولين في كرم لما جرى والكرام في حلبه[xliii]
وقوله في قصيدة يمدح بهاء علي الصاحبي:
صاحب لا يزال بالجود والإفضا ل طلق اليدين حلو العباره[xliv]
وكذلك يقترن المدح بالحديث عن البطولة فهو يصف ممدوحه بأنه قائد شجاع يطعن الأعداء في نحورهم عند اللقاء فيقول من نفس القصيدة:
والهازم الجيش والكتائب بالطعنـ ـة يوم الوغى وبالضربه[xlv]
ويقترن بالمدح أحد أمراء زمانه الذي يحسن اضطلاعه بمهمة الحسبة أو يشرف على القائمين بها بعد أن عبث العابثون بمقدراتها:
الطاهر الذيل والطوية أو يكفي السعيد الحراك والنصبه
من خلقه كالنسيم ينثر إن هب عليه من نشره هبه
ومن إذا ذكرت سؤدده يهزني عند ذكره طربه[xlvi]
ولو ذهبنا إلى المدائح التي قيلت في الملوك نجدها متشابهة فيما بينها، ولا سبيل إلى تمييزها إلا بشيء من المعاني الشكلية التي تعود للحسب والنسب وبعض الأحداث الواقعة في عصره[xlvii].
فنجد مدحه للصاحب بهاء الدين علي محمد بن حنا الصاحبي[xlviii] أحد وزراء الظاهر يستلطفه ويستجديه الإحسان إليه بعد أن نبا به الدهر فقسا على عياله وجعله في غاية الشدة، لا يستطيع منها فكاكاً، ولا يريد أن يحسن إليه أحد غيرهم ، فمن قصيدته الرائية التي يقول فيها:
حَيِّ بلبيس منزلاً في العماره وتوجه تلقاء بئر عماره
وإذا ما خطرت من جانب الرمـ لِ بفاقوس فاقصد الخطاره
خلني من هوى البداوة إني لست أهوى إلا جمال الحضاره
وزماناً في الحسن وجه عليّ ذا بهاء وبهجة ونضاره[xlix]
والبوصيري يضفي على ممدوحه صفات قلما نجدها عند غيره من الشعراء، فإذا بممدوحه يعود نسبه إلى أعظم الأجداد شرفاً وكرامة وعزة إلى النبي المصطفى صلى الله علية وسلم ، ثم إلى صنوه ووزيره علي بن أبي طالب،ولا ينسى الشاعر أن يتنقل بالممدوح من بطن طاهرة إلى أخرى حتى ظهر من أشرف الأصلاب، صلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هذا بعد حديثه في المقدمة في الغزل والحديث عن الشيب فقال البوصيري يمدح أبا العباس المرسي:
كتبَ المشيبُ بأبيضٍ في أسودِ بغضاءَ ما بيني وبين الخُرَّدِ
خجلتْ عيونُ الحُورِ حين وصفتُها وَصْفَ المشيبِ وقُلْنِ لي: لا تَبْعِدِ
ولذاكِ أظْهرتِ انكسارَ جُفُونِها دَعْدٌ وآذنَ خدُّها بتورُّد
صِنْوُ النبيِّ أخو النبيِّ وزيرُهُ وَوَليّهُ في كل خَطْبٍ مُؤْيدِ
جَدُّ الإمامِ الشاذليِّ المُنْتَمي شَرَفاً إليه لِسَيِّدٍ عن سَيِّدِ
لعليّ الحسنُ انتمى لمحمدٍ عيسى وسر محمدٍ في أحمد
وبعبدِ جَبّار السموات انتضى للفضلِ عبد الله أيَّ مهندِ
وأتى عَليٌّ في العُلا يتلوهم فاختمْ به سُوَرَ العُلا والسُّؤْدُدِ[l]
وتمتاز مدائح البوصيري بميزة قلما نجدها عند غيره من الشعراء هذه الميزة هي ظهور البيئة المصرية فيها ظهوراً واضحاً، مثال ذلك قوله في الممدوح الذي اهتم بشؤون الري:
وأقبلتَ تُحيي الأرضَ بعد موتها وفي الجود ما يُحيي المواتَ وَيَنْشُرُ
فهاهِيَ تحكي جنةَ الخُلد نزهةً ومن تحتها أنهارُهَا تتفجَّرُ
وأعطيتَ سُلطاناً على الماء عالياً به يزخرُ البحرُ الخِضَمُّ وَيُسْجَرُ
فيا صالحاً في قسمةِ الماءِ بينهم ولا ناقة في أرضهم لك تُعْقرُ
ففي بلدٍ من حُكمكَ الماء راكدٌ وفي بلد من حُكْمِهِ يتحدّر
فهذا له وقتٌ وحدٌّ مُعيَّنٌ وهذا له حدٌّ ووقتٌ مُقَدَّرُ[li]
فالممدوح اهتم بتوزيع الماء على الزُّراعِ توزيعا عادلاً، وانعدمت أو قلت معه أسباب الشكوى.
ومعلوم أن حياة الأرض في مصر تقوم على مياه النيل، وقد عاش الشاعر في الريف مدة من الزمن، فعرف حاجة الفلاحين إلى حاكم يهتم بمثل هذه الشؤون.
والأمر الثاني الذي يهم الفلاح هو العمل على نشر الأمن، والقضاء على اللصوص الذين يغيرون على المواشي وينهبونها، وعلى المحاصيل فيسرقونها، فإذا جاء حاكم وعمل على استتباب الأمن، وقطع دابر اللصوص، فإن الألسنة تهلج بالثناء عليه، وهذا الحاكم الذي يمدحه البوصيري قد قام بهذا العمل العظيم، وسهر على حفظ الأمن، وقد أشاد البوصيري بذلك فقال:
فَطَهَّرَ وجهَ الأرضِ من كل فاسدٍ وما خِلْتُهُ من قبله يتطَهَّرُ
ومَّهَدُه للسالكين من الأذى فليس به الأعمى إذا سارَ يَعْثُرُ
أنام الرَّعايا في أمانٍ طرْفُهُ لما فيه إصلاحُ الرَّعية يسهر[lii]
2- الهجاء
هو أحد فنون الشعر العريقة في آداب العربية، استخدمه الشعراء بكثرة في العصور القديمة فكان أحد الأخطار الشنيعة التي يسعى المرء لتجنبها لما تلحقه بالمهجو من عار وذلك قلما تختفي آثارها.
وغضب على آخر فقال: ” مناع للخير معتدٍ أثيم، عتلٍّ بعد ذلك زنيم”[liii]
لم يعر شعر الهجاء في العصر المملوكي همَّه للمسائل القبلية، لبعد المسافة ما بين العصر المملوكي وعصور الجاهلية والإسلام، ولأن العنصر العربي لم يكن ممتعاً بالمقام الأول ولا بالعناية الرسمية أو السلطوية.
وقد كان البوصيري من أكثر الشعراء جرأة في كشف عيوب الناس ورذائلهم، وإرسال الهجاء اللاذع فيهم، الذي كثرت فيه شكواه من الفقر الشديد الذي ألم به في معظم الأوقات، فتذمر من ذلك وتوجه إلى المسؤولين فلم يجد أذناً صاغية، فما كان منه إلا أن أطلق للسانه العنان، فصور العورات الاجتماعية وهجا الطبائع والعادات الخسيسة، وأمعن في تصوير العاهات الأخلاقية ولا سيما البخل .
ومع ذلك فلم يفرد للهجاء باباً خاصاً في شعره، بل جعله في طيات قصائد المدح، وبعض قصائد الشكوى والنقد الاجتماعي، ومن هذه القصائد، رائية في مدح الصاحب بهاء الدين علي بن حنا ضمنها كثيراً من التعريضات برجال الدولة المعاصرين، فخصَّ بعضهم بهجاء مرّ[liv] ومن هذه الأبيات التي هجا فيها من سماه ابن عمران، وهو ناظر الشرقية في زمانه حنق عليه الشاعر لأنه فصله من وظيفته المتواضعة، فنسب إليه بطانة السوء، وسوء الخلق والظلم:
وابن عمران وهو شرُّ متاعٍ للورى في بطانة وظهاره
حسّن القرب منكم قبح ذكرا هُ كتحسينِ المِسكِ ذْكرَاً لفاره
فهو في المدح قطرةُ من سَحابي وَهْوَ في الهَجْوِ من زِنادي شَرَارَهْ
مالهُ ميزةٌ عليَّ سوى أ نَّ له بَغَلْة ومالي حماره
يَتجنَّى بسوءِ خُلْقٍ على النا سِ ونفسٍ ظلومةٍ كَفّاره[lv]
وقد نقد البوصيري المجتمع بطبقاته وموظفيه وحرفييه،وعرض لأساليب الحكم الملتوي وللحاشية والقبائل الخارجة على الأعراف والأنظمة، وغير ذلك مما يطفح به ديوانه الشعري الكبير، وسيرة حياته وأخباره ومروياته.
فنراه يهجو المستخدمين، وهذا النوع من الهجاء قد اشتهر به الشاعر في عصره وبعد عصره، وقد ذكر المقريزي أن البوصيري ” كان قليل المعرفة بصناعة الكتابة، وكان يباشرها ويبغض طائفة الكتاب، ويضطر إلى أن يعاشرهم، ولا يزال رزقه مقترا عليه، ويرى الكُتَّابَ في النعمةِ يتَقلبون”.[lvi] وقد يكون هذا الدافع الأول للبوصيري على التنديد بهذه الطائفة ، وبخاصة أنه في هجائه للمستخدمين يوازن بين ما هم فيه من نعيم، وبين ما هو من جحيم، مثال ذلك قوله:
ملأت بيوتَهُمُ الغلالُ فلا ترى منها كبيتي فارغاً مكنوسا
لي صاحبٌ سَرَقَ اللصوصُ ثيابَهُ ليلاً فبات ببيتهِ مَحْبُوسَا
وشكا لِوالي الحربِ سِارقَ بَيْتِه فكأنما يشكو له افِرِنْسيسا[lvii]
ويعلن البوصيري في قصيدة أخرى عن استعداده لجهاد هؤلاء المستخدمين إذا نصرته الرعية قال :
ولكي أبين سخط البوصيري على الكتَّابِ والموظفين، قمت بتحليل واستعراض أهم ما تضمنته قصيدته النونية التي وصف فيها صنوف المستخدمين، وعَرض لمساوئهم من سرقات وخيانات وتعديات على حقوق الناس، كل ذلك في أسلوب سردي مزج فيه الوصف الهادئ بالسخرية والتحقير، بالتعريض تارة، والثورة تارة أخرى ، والتصريح المكشوف ثالثة، حيث قال:
ثَكْلتُ طوائفَ المستخدمينا فلم أَرَ فيهمُ رجلاً أمينا
فَقَدْ عاشرتُهُمْ ولبثتُ فيهمْ مع التجريب من عمري سِنينا
وقد طَلَعَتْ لبعضهمُ ذُقونٌ ولكنْ بعدما نَتَفَوا ذقونا[lviii]
ونلاحظ حديثه على المستخدمين حديث العارف والخبير لأنه عاشرهم أعواماً فوقف على أسرارهم حيث يقول إنه لم يجد واحداً منهم متصفاً بالأمانة والنزاهة.
ويلتفت إلى الحسم القضائي الذي عليه المعول فيجده غارقاً في ضلالة الاجتهاد والتأويل، وما أقسى عيش من ألقى مقاليد أمره لهؤلاء الرجال المتأولين المتفيهقين، وربما كانت تعود عليه فائدة لو أنه اقتصر على التقدير بالكتاب النصارى وسالم الكتَّاب المسلمين، ولكنه لم يفعل ذلك لأنه كان يستهدف المصلحة العامة، ومن أجلها قرن حملته على المستخدمين بالجملة على الفقهاء [lix]، فمن ذلك يقوله:
تَحَيَّلَتِ القُضاة فخان كُلٌّ أمانَتهُ وسَمَوْهُ الأمينا
وكم جعل الفقيه العدل ظلما وَصَيَّرَ باطلاً،حقاً مُبيناً
وما أخشى على أموال مصرٍ سِوَى من مَعْشرٍ يتأولونا [lx]
وانظر إلى ما في البيت الأخير من تقديم مصلحة مصر على كل اعتبار، فلم يذكر مصلحة ذاتية تهمه، وإنما ذكر مصلحة مصر، وفي وقت لم تعرف فيه سوى المصلحة الذاتية، وهذا من غير شك وثبة من وثباته، لا يسعنا إلا أن ننحني أمامها إجلالاً وإكباراً.
وقد لاحظت أن شعره النقدي كثير وقلما خلت منه قصيدة، ومع هذا نجده يساير الوزراء والأمراء فلا عجب في هذا، خاصة وأنه كان يرزح تحت عائلة الفقر والحاجة بسبب كثرة أسرته وقلة حظه في استثمار طاقته الأدبية.
ومن هجاء البوصيري قوله في العمال الذين يتقاضون أجورهم بدون تعب، ويطلب من الوالي كَفَ أيديهم عن السرقة.
إن خُلْقَ الشَّهودِ والعُمَّال مِثْلُ خُلْقِ العُشَّاقِ والعُذَّالِ
كلُّ عَدْل مُضايقٍ في وُصولٍ كَعَذُولٍ مُضايقٍ في وِصالِ
لستُ أدْري معنَى التباغض ما بيـ ـنَ الفريقين غيرَ حُبَّ المالِ
فإذا زالت المطامعَ منهم أذَّنَ الخُلَفَ بينهمْ بالزوالِ
ولهم أعينٌ تَغُضُّ عن العيـ ـنِ وَأيْدٍ تُمَدُّ عندَ الغِلالِ [lxi]
مشابهة طريفة يقيمها البوصيري بين الشهود والعمال، وبين العشاق والعذال، فهؤلاء كل له ما يعشقه ويتودد إليه ليصل إلى مراده منه.
هذا وقد كانت قصائده في هذا المجال تجنح إلى العامية كثيراً لتحقق الهدف من كتابتها.
الإخوانيات: هذا اللون من الشعر يصور العلاقات الاجتماعية بين الشعراء وممدوحيهم، أو بينهم وبين أصدقائهم وأحبائهم، وينضوي تحت لواء (الإخوانيات) التهنئة والعتاب، وقصائد الود والصداقة والمساجلات الشعرية وتعني المراسلات والمعارضات [lxii].
وليست هذه جديدة في العصر المملوكي ،فقد عرفتها العصور السابقة ونظم فيها الشعراء وأكثروا.
وشعر الإخوانيات” بطبيعته النفسية يمثل اتجاهاً من إنسان إلى إنسان آخر أو يقاربه أو يرتفع قليلاً فوقه، إن هذه الحدود التي ترسم العلاقة بين الشاعر وصاحبه الذي يتحدث إليه ذات تأثير كبير جداً في الصورة الفنية التي يمكن أن يتجلبب بها هذا النوع من الشعر[lxiii].
ومما قاله البوصيري وقد كتب إلى بعض أصحابه:
قُلْ لعليّ الذي صداقتُهُ على حقوق الإخوان مؤتمنه
أخوك قد عودت طبيعته بِشَرْبَة في الربيع كل سنه
والآن قد عضت عليه وقد هَدَّتً قواه وجففت بدنه
وعاودت يومها زيارته وما اعتراها من قبل ذاك سنه
وعاد عند القيام يحملها براحتيه كأنها زَمِنَه
جئت بها للطبيب مشتكياً ودمعتي كالعوارض الهتنه
فقال عد لي إذا احتميت وكُلْ في كل يومٍ دجاجة دهنه
كيف وُصُولي إلى الدَّجاجة والبيـ ـضة عندي كأنها بَدَنَهْ[lxiv]
يعاتب البوصيري الصديق الذي عوده أن يحسن إليه، ولكنه غير عادته، مما جعل البوصيري يقع في ضائقة فالتجأ إلى أسلوب العتاب لعله بهذا يدفع صاحبه إلى العودة إلى ما كان عليه، وخاصة أنه يسرد له بعض ما هو عليه من سوء الحالة، فهو مريض ومرضه حاصل نتيجة لقلة التغذية التي جففت بدنه، وأرهقت أعصابه.
الغزل :
الغزل هو شريان الحياة الأدبية الرئيسي في جسد الشعر العربي ، لم ينقطع مداده ولا خف نبضه على مر الأيام والعصور ، فهو الدائم الخفق حاضر في ضمير الشعراء ، شاخص إلى الجمال يستجليه ، حسناً حسياً ونظرة متألقة ، أو خلقاً سمحاً ووصالاً داخلياً يهدر في الأعماق ، وخفقاناً مدوياً تترجمه الألسنة أشعاراً .
هذا هو شعر الغزل في مختلف العصور ، لا تكاد تتغير مسيرته ، ولا أغراضه ومعانيه جل ما هنالك شبوب وتوهج لدى هذا الشاعر وهذه البيئة وخفوت وسجو لدى ذاك الشاعر وتلك الحقبة [lxv].
وشعراء العصر المملوكي ، كما في كل العصور صادفتهم تجارب عاطفية مختلفة الرتب والمعايير ، متنوعة الأشكال والأساليب ، بعضها تقليدي والآخر تجريبي .
ولكن الملاحظ أن جانب التقليد هو الراجح على ما عداه ، ولم يحتل الغزل عند البوصيري جانباً واسعاً ولم يأت في قصائد مستقلة بل جاء في طيات قصائد المديح .
ولو نظرنا إلى مقدمة قصيدة البردة نجدها نموذجاً لأدب غزلي ، من أصدق ما قيل من أشعار الغزل والنسيب، خاصة وأنها جمعت بين هوى القلب وهوى الروح ومطلعها :
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم [lxvi]ٍ
ولو قمنا بتحليل أبياتاً من قصيدته النونية في المديح لوجدنا البوصيري قلد الشعراء القدماء في غزله سواء من حيث الوقوف لتوديع المحبين الراحلين من المكان الذي يوجد فيه الشاعر إلى مكان آخر بعيد لا يتمكن فيه الشاعر بعد اليوم رؤية الحبيب فيقول :
وسَل الربع الذي سُكّانُهُ رَحَلوا عنهُ عساهُ أن يُبينا[lxvii]
وما أن يرحل الأحبة ويتوارون عن أعين الشاعر ، حتى تنهال الدموع من عينيه والألم والأسى يأكل داخله ، فبرحيل العيس رحلت القلوب من بين الأضلاع ، وسافرت مع أولئك الأحبة .
آه مِنْ يومٍ به أبكي دماً إن للعيسِ ولي فيه شُؤُونا [lxviii]
والحسناوات الراحلات خطفن جمالهن السمراوي من تلك الأسنة اللامعة البهيجة ، كما خطفن أيضاً القلوب من الأجساد، فليتهن خطفن معهن أيضاً القلق من الجفون التي لم تعد تعرف النوم.
أسَرَتْ ألبابنا لما سَرَت تَحمِلُ الحُسنَ بُدُوراً وغُصُونا
كلُ سمَراءَ وما أنصفتُها فَضَحَتْ سَُمرَ القَنا لوناً ولِينا
أعدتِ القَلبَ فُتُوراً وضنىً لَيَتها مِن وَسَنٍ تُعدِي الجُفونا [lxix]
ويتذكر الشاعر بعض مفاتن تلك الحسناوات ، والتي منها تلك الأنفاس العطرة التي تصدر عن تلك الثغور فكأنها عطر داري ، وأما ريق تلك الثغور فكأنه في مذاقه خمرة الأندرين
أخذت قلبي وصبري والكَرَىَ يَوَمَ بَيَعْي النَّفْسَ منها أَرَبُونا [lxx]
وهو يعترف أخيراً بأنه غير قادر على تحمل الفراق الذي سلب منه قلبه والكرى من جفونه حتى أصبحت عيناه ترى الصاد شيناً.
نسخَت آياتِه أيدي البلي فَأَرَتْ عَينيَ منهُ الصَّادَ شِينا [lxxi]
ومن غزله أيضاً قوله من قصيدة مدح بها ابن الزبير الذي ولي الوزارة سنة 656 حيث عزله السلطان الظاهر وكان آية في الكرم ، أديباً وشاعراً
اليومَ قد حَكَمَ الهوى بالمَعَدلَة وأرواح قلبيَ مِن مُكابَدة الوَلَه
مارس الشاعر الحب وشعر كم هي مكابدته فهي مضعفة للجسد ومذيبة للقلب, ومحرقه للكبد , ولهذا اتخذ موقفا بعيدا حتى لا يصطلي بنارها مرة أخرى , واتخذ لنفسه وسيلة أخرى يروح بها عن نفسه وبهذه الوسيلة أمن لنفسه راحة من عذل العذال , والأحباب .
الوصف:
الوصف في حقيقة الأمر هو عمود الشعر وعماده ، بل إن كل أغراض الشعر وصف ،فالمدح وصف نبل الرجل وفضله ،والرثاء وصف محاسن الميت وتصوير أثاره .
والهجاء وصف سوءات المهجو وتصوير نقائصه فهو على هذا الدوحة الملتفة الأغصان [lxxii]
استطاع الشاعر أن يعطينا أدق صورة عن حياته الخاصة،وعن أحوال المجتمع السياسية والاجتماعية والخلقية،لعل أبرز ما لاحظناه في دراسة حياة الشاعر أنه كان يصور حاله خير تصوير حيث تحدث عن أسرته بشكل عام ويكفي أن نتفقد قصيدته التي خص بها ممدوحة بهاء الدين بن حنا وقد جاء في مدحته هذه قوله يصف شقاءه وسوء حال أولاده:
إليك نشكو حالنا إننا عائلةٌ في غايَة الكَثره
إن شربوا فالبئرُ زيرٌ لهُمْ ما برحت والشَّرْبَة الجَرَّه
لَهُم من الخَبَّيزِ مَسْلوقةٌ في كُلَّ يَوْمٍ تُشْبِهُ النشره
أقولُ مهما اجتمعوا حولها تنزهوا في الماء والخضره
كم قائل يا أبتا منهم قطعت عنّا الخبز في كرّه
ما صرْتَ تأتينا بفَلْس ولا بدرهم وَرقٍ ولا نُقره
وأنتَ في خِدمةِ قومٍ فهلْ تَخْدُمُهُمْ يا أبتَا سُخْرَه[lxxiii]
والواقع أن الأبيات المذكورة غنية عن أي شرح أو تعليق، لأنها ناطقة بوصف حال الأطفال ، ومعبرة تعبيرا دقيقا عن نفسيتهم أمام الأطفال الأغنياء الذين اكتملت عندهم أسباب السعادة والغنى .
وانتقل بعد حديثه عن أطفاله ليروي لنا قصة زوجه[lxxiv] ،وقد زارت أختها فأثارت حفيظتها عليه ووصفها بأنها في الغيرة كالضرة فقال :
ويوم زارت أمُهُمْ أخْتَهَا والأُخْتُ في الغَيْرة كالضَّرَّه
وَأقبلَتْ تشكو لها حالَها وَصَبْرَهَا مِني على العسره
قالت لها :كيف تكون النسا كذا مَعَ الأزواج يا غِرَّه
فاستقبلتني فتهددتها فاستقبلتْ رأسيَ بآجره
وباتَتِ الفتنةُ ما بيننا مِنْ أولِ اللَّيل إلى بُكْرَه[lxxv]
لقد استطعنا أن نلم ببعض أحواله الخاصة، وهي بالتالي تدلنا على بعض جوانب الحياة الاجتماعية وما فيها من تفاوت الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة، والبوصيري كان دائما يشكو الحرمان والفقر .
الدّراسة الفنية
الأسلوب:
هو طريقة الشاعر أو الكاتب الخاصة في اختيار الألفاظ وتأليف الكلام، مع الفكرة والصورة، والأسلوب ليس اللفظ وحده ولا المعنى وحده إنما هو مركب من عناصر متنوعة يستمدها الفنان من ذوقه[lxxvi].
والألفاظ والأسلوب تختلف باختلاف الموضوعات والأغراض الشعرية، فأسلوب المديح يختلف عن أسلوب الرثاء، وهذا بدوره يختلف عن الهجاء والغزل.[lxxvii]
وإذا ما نظرنا إلى شعر البوصيري ننتبه لوجود مذهبين في شعره أولهما الأسلوب السهل الذي يتميز به شعره عامة، وثانيهما الأسلوب الجزل الذي يتميز به شعره النبوي خاصة، وبعض الأغراض الشعرية من مدح وهجاء حيث تحتاج إلى الرصانة في القول والجزالة في التعبير.
ومثال الأسلوب السهل الرقيق قوله:
ما في الزّمان جوادٌ يُرجَى لِدّفعِ العظائمْ
ولا لنيل مُرادٍ ولا لِبَذْل المكارمْ
سِواكَ يا خيرَ والٍ يُدْعىِ ويا خَيْرَ حاكمْ
انُظُرْ بِحقَكَ حالِي فأنتَ بالحال عَاِلمْ[lxxviii]
ولو تأملنا هذه الأبيات نجدها تتسم بسهولة اللفظ وقرب المعنى، ونلاحظ أن سهولة اللفظ لم تخل بفصاحته وإنما تقربه من الروح الشعبية التي تألف الألفاظ اللينة وتنسجم مع الأساليب السهلة.
ومن أشعاره التي تمتاز بقوة الأسلوب ورصانته وجزالته في الألفاظ وجودة المعاني قوله في أبيات يصف جند رسول الله صلى الله عليه وسلم
كأنما الدين ضيُف حل ساحتهم بِكُلِّ قَرْمٍ إلى لحمِِ العِدا قَرِمِ
هم الجبالُ فَسَلْ عنهم مُصادمِهمْ ماذا رأى منهمٌ في كُلَّ مُصْطَدِمِ
وَسَلْ حُنينا وَسَلْ بدراً وسل أحُدُاً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخَمِ
المصْدري البيض حُمْرَاً بعدما وردت من العدا كُلَّ مُسْوَدٍ مِنَ اللَّمم[lxxix]
عكس هذا النموذج براعة البوصيري في تخير ألفاظه لتتناسب مع المعاني التي يريد التعبير عنها، إنها الألفاظ الجزلة ذات الرنين القاصي الذي يناسب مقام الحرب، وقلما سمعنا بشاعر اهتم بوصف جند الرسول مثل البوصيري،أما بالنسبة لكونه حلو النادرة والفكاهة فهو في النقد التهكمي أكثر إجادة في سبك معانية وتخير ألفاظه اللينة وتراكيبه السهلة، وهو أكثر براعة في ستر مشاعره الساخطة بغطاء رقيق من التندر والسخرية، فقال في قوم حكم عليهم بأن تحلق نصف لحية كل منهم:
ثُمَّ قالوا عن ذقون حُلقَتْ قُلْتُ لا بُدَّ لها أن تخْلَقاَ
إنَّ حَلْقَ الذقْنَ خير للفتى يا بني الأعمام منْ أن تُنْتَفَا
والذي حَلَقَ أنصافَ اللحَى كانَ في الأحكامِ عَدْلاً مُنْصِفا
حَلَقَ النَّصْفَ بِذَنْبٍ حاضرٍ وَعَفَا بالنصفِ عَمَّا سلَفَا[lxxx]
لقد رصد البوصيري الحدث وراح يتهكم من جور ذلك الحاكم، فجعل حلق اللحية خيراً من نتفها، وكأنه بذلك يشير إلى ما كان يتوقع من مثل ذلك الحاكم، إذ جعل حلق النصف خير من حلقها كلها، وإنه يومئ إلى تنكيل الحاكم بهم وجعلهم مادة للسخرية والضحك، وفي تقريره لفعلة ذلك الحاكم لم يخف البوصيري سخطه وسخريته من فعلته، إذا جعل حلق النصف دليلاً على عدم الإفراط في العقوبة، وإبقاء النصف الآخر دليلاً على العفو والتسامح !!
وإذا نظرنا في شعر البوصيري وجدنا بعض التعبيرات والألفاظ العامية الدارجة من قوله:
أهَوىً والمشيبُ قد حالَ دونهْ والتَّصَابي بعد المشيب رُعونه
أبت النفس أن تطيع وقالت إن حُبَّي لا يدخُلُ القنينه
كيفَ أعصي الهَوَى وطينة قلبي بالهوى قبلَ آدَمَ مَعْجُونَه
كُلَّ بحر إنْ شِئْتَ فيه اختبرْنِي لا تُكَذب فإننيَ يقطينَه[lxxxi]
فنلاحظ ليونة الألفاظ، وضعف الشعر فيها وظهور الألفاظ العامية بشكل واضح ( رعونه، قنينه، يقطينه).
واستخدامه كلمة ” زلقة الحمام” بقوله:
كونوا معي عوناً على الأيامِ لا تخذلوني يا بني عَرَّامَ
إن كانَ يرضيكمُ وَحَاشا فضلكمْ ضَرّي فحسبي زَلْقةُ الحِمَّامِ [lxxxii]
نلاحظ من هذه الأبيات أن الأدب الشعبي قد غزا الأدب الفصيح فأثر فيه، ومال نحوه ، وصار أدباء الفصحى يقلدون أدباء العامية في اللفظ والأسلوب بل وفي الخيالات والصور، وقد تأثر بهذا كثير من أدباء العصر.[lxxxiii]
ونجد البوصيري يستخدم مجموعة الممكنات التي أبيحَ استخدامُها دون غيره التي أطلقوا عليها اسم الضرائر أو الضرورات الشعرية فقد تحدث ابن عصفور عن كثير منها كزيادة “حرف أو كلمة أو حذف حركة أو كلمة أو حذف الممنوع”[lxxxiv]. منها قول البوصيري من قصيدته التي ينقد فيها مستخدمي الدواوين في زمانه:
وأقلامُ الجماعَة جائلاتٌ كأسيافٍ بأيدي لاعِبينا
فإن ساوقتهُمْ حَرْفاً بِحَرفٍ فكُلَّ اسم يحُطَّوا منه سينا[lxxxv]
في الشطر الآخر حذف نون الرفع من “يحطفون”بغير ناصب ولا جازم وقد ألجأته لذلك الضرورة الشعرية.
أما تكرار الألفاظ فخير مثال عليه قصيدته النبوية ( المحمدية) وهي مؤلفة من ستة عشر بيتاً تكرر فيها اسم (محمد) مرتين في البيت الواحد، وفي أول كل من الشطر الأول والشطر الثاني معاً، أي تكرر فيها اسم الرسول اثنتين وثلاثين مرة استهلها بقوله:
محمُدُ أشرفُ الأعرابِ والعَجَمِ محمد خيرُ مَنْ يمشي على قَدَمِ
محمدٌ ثابتُ الميثاقِ حافِظُهُ محمدٌ طَيِّبُ الأخلاقِ والشّيَمِ[lxxxvi]
والتكرار واضح في شعره كبقية شعراء عصره، وقد استخدم البوصيري أسلوب الاستفهام وأسلوب التعجب والدعاء وأسلوب الأمر.
أسلوب الأمر:
فاحذَرْ كِبارَ بَنيهمْ إنَّهُمْ قُرُمٌ واحْذَرْ صِغَارَ بنيهمْ إنَّهُمْ شَرَرُ[lxxxvii]
أسلوب النداء:
يا نفسُ دُونَكِ مَدْحَ أحْمَدَ إنَّهُ مِسكٌ تَمَسَّك ريحُهُ والُّروحُ[lxxxviii]
وأسلوب النهي:
فلا تَسَلْنِي فما حَضَرْتُ لها لكنْ سمعتُ الصَّياح والنُدبه[lxxxix]
وقد استخدم الشاعر هذه الأبيات بكثرة في أشعاره كما استخدم أسلوب الحوار في قوله:
وهو يقول: أفسحوا لِمُحتسبِ قد جاءكم من دِمْشقَ في عُلْبَهْ
لا تنقفل يا فُلانُ في بلدَ لم تنقفلْ منكَ بينهمْ ضبَّهْ
فمن تباهى بأنه وتد فليحتمل دق كل مِرْزَبَهْ
ما بالُهُ خايَلَ الزمانَ بها كم كان لليلِ فيك من صَبَّهْ
وقائل لم يقل أتاه كذا يسفه في قوله: ولا يجبه
معناه مَنْ لم يكن كَوالدهِ فَهْوُ لقيطٌ رمَت به قَحْبَهْ
قلتُ لهمْ عندَ صاحبي حُمقٌ في كُلَّ حينٍ يلْقيه في نكبه [xc]
وكذلك عمد إلى أسلوب التقسيم في شعره وهذا واضح من قوله:
كأنهمْ أقسموا بالله أنهمُ لا يتركونَ الأذى إلاَّ إذا قُهِرُوا
فمعشر ركبوا الأوتاد فانقطعت أمعاؤهم فتمنوا أنهم نحروا
وَمَعْشرٌ قطعَتْ أوصالهُمْ قِطَعَاً فما يلَفَقُهاَ خَيْطٌ ولا ابَرُ
ومعشَرٌ بالظُّبا طارتْ رؤوسُهُمُ عن الجُسوم فقلنا إنها أُكرُ
ومعشرٌ سَمَّروا فوق الجيادِ وقد شَّدت جسومُهُم الألَواحُ والدُّسرُ[xci]
المحسنات البديعية:
احتل الجناس المرتبة الأولى في ديوانه فلم تخل منه مقطوعة أو قصيدة، وكان أحياناً يتداخل مع فنون بديعية أخرى، ولعل تعلق الشاعر به يأتي من ذلك الجرس الموسيقي الذي يحدثه الجناس الشعري منه قوله:
أصبحتُ مِنْ حملي هُمومَهُم على هَرَمي كأني حامِلُ الأهرامِ[xcii]
وقوله:
كأنَّما الدِّينُ ضَيفٌ حل ساحَتَهُم بِكلِّ قرْمٍ إلى لحم العِدا قَرِمِ[xciii]
الجناس بين كلمتي القرم: السيد والقرم: شدة الشهوة للحم.
ومن أمثلة الجناس الناقص:
لم يُساووكَ في عُلاكَ وقد حا لَ سناً منكَ دونَهم وسناُء[xciv]
الجناس بين كلمتي السنا: الضوء – السناء: الرفعة
الطباق: هو الجمع بين المتضادين أي معنيين مختلفين[xcv] ومن شواهده:
كالشمسِ تَظهرُ للعينين من بُعْدٍ صغيرةً وَتُكِلُّ الطَرْفَ من أُمَمِ[xcvi]
فالطباق بين كلمتي بعد، أمم
وقوله:
المُصدِري البيضَ حُمْراً بعدما وردت من العِدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ من اللَّمم [xcvii]
فالطباق بين ( المصدري) و (وردت) ، (البيض) و (مسود)
الطي والشر: وهو أن تذكر متعددا تفصيلاً أو جملة، ثم تذكر ما لكل واحد إما على الترتيب وإما على العكس[xcviii]
منها قول الشاعر:
عَمُوا وَصَمُّوا فإعلانُ البشائرِ لَمْ يُسَمْع وبارِقَةُ الإنذارِ لَمْ تُشَمِ[xcix]
تأثير القرآن الكريم:
نجده واضحاً في شعره وفي شعراء عصره يقول ابن الإصبع :” وليجعل الشاعر عمدته على الكتاب العزيز وليميز إعجازه أتم التمييز فإنه البحر الذي لا تنفذ عجائبه ولا يظمأ فيه راكبه”.[c]
وقد نرى تأثره بالقرآن الكريم بقوله:
قَـرَّت بها عينُ قاريها فقلتُ له: لقد ظَفِرْتَ بحبلِ اللهِ فاعْتَصِمِ[ci]
وهذا يذكرنا بقوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”[cii]
وقوله:
وَبِتَّ تَرْقَى إلى أن نلْتَ مَنْزِلةً مِنْ قابِ قوسيْنِ لم تُدْرَكْ ولم تُرَمِ[ciii]
وهذا يذكرنا بقوله تعالى:( ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى)[civ]
الصورة الشعرية والخيال:
” الخيال هو الملكة التي يستطيع بها الأدباء أن يؤلفوا صورهم، وهم لا يؤلفونها من الهواء، وإنما يؤلفونها من إحساسات سابقة لا حصر لها تختزنها عقولهم وتظل كامنة في مخيلتهم، حتى يحين الوقت فيؤلفوا منها الصورة التي يرد منها صورة تصبح لهم لأنها من عملهم وخلقهم”[cv]
من هذا التعريف يتبين لنا مدى أهمية الخيال عند الشاعر، وكيف يكون الأساس تأليف الصور التي تزيد القصيدة جمالاً وتعطيها بهاء ورونقاً.
وسأبدأ حديثي عن البيان أولاً، وقد تحدث البلاغيون كثيراً عنه إذ إنه في نظرهم الأداة التي تنفث السحر في الصورة الجمالية التي يبدعها الشعراء، رأوا أن هذه الصورة تتجلى فيما يبرزونه فيها من ضروب القول وأفانين الكلام.[cvi]
وإذا تأملنا الصورة البيانية عند البوصيري نجد أنها كانت أقرب إلى الطبع والعفوية من الصورة البديعية، وهي مطبوعة بطابع تقليدي معروف وفي معظمها من نوع التشبيه المفرد.
( كموج البحر مدد)، و (كأنها الحوض) و(كالصراط والميزان معدلة) منها قوله مشبها كرم الممدوح بالغيث.
لَئِنْ جَاَءهُمْ كالغيثِ مِنْهُ مُبَشرَّاً لقد جاءهُمْ كالموتِ منه نَذيرُ[cvii]
ويشبه وجه الممدوح بالشمس، فيقول:
فيا لك شمساً تملأُ الأرضَ رحمةً ويملأُها شوقاً له حين يُذْكَرُ[cviii]
وقوله: “لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم” فيه اقتباس قرآني، وفيه استعارة تصريحية، إذ شبه القرآن بحبل، واستعار اسم المشبه به للمشبه، وذلك للاعتصام ترشيح، لأنه يناسب المستعار منه، وهو مثل قوله( فاستمسك بالعروة الوثقى)
وقوله:
والنارُ خامدةُ الأنفاسِ مِنْ أَسَفٍ عليه والنهرُ ساهي العِين مِنْ سَدَمِ [cix]
فيه استعارتان بالكناية في حديثه عن النار الخامدة والنهر الساهي، فقد ذكر المشبهين، وهما النار والنهر، وفي البيت حسن التعليل، فإثبات الأسف للنار والسدم للنهر مجاز عقلي، لتنزل كل منهما منزلة العاقل.
وقد ظهرت في مدائحه صور وتشبيهات ريفية مبتكرة لم يسبق إليها من ذلك قوله:
كأنه الدلوُ يعلو حين تملؤُهُ ماءً وَيُفْرِغُ ما فيه فينحسرُ
والدهرُ يرفعُ أطرافاً كما رَفَعَتْ أذنابَها لقضاءِ الحاجةِ البقرُ
مما سبق نلاحظ أن البوصيري عبر عن معانية بصورة قريبة مأخوذة من واقعه، وقد وظف هذه الصورة ليعبر بها عن أحاسيس كيانه أراد بثها شعرا فوصلت إلينا وشاركناه من خلالها ما يحس وما يشعر.
الموسيقى والوزن والإيقاع
الشعر صورة جميله من صور الكلام، وهو فن جميل في تخير ألفاظه، وتركيب كلماته، وتوالي مقاطعه وانسجامها بحيث تتردد ويتكرر بعضها فتسمعه الآذان موسيقياً ونغماً منتظماً[cx] فليس الشعر إلا كلاماً موسيقيا، تنفعل لموسيقاه النفوس، وتتأثر بها القلوب.[cxi]
ومعظم قصائد البوصيري جاءت على البحر الكامل ثم البسيط والطويل ونجد عنده ما ندر من الأوزان الخفيفة، والمجزوءة ، وكما قلنا الطويل والبسيط يصلحان لمواطن الجد، وكذلك إظهار الحزن والاكتئاب كما بدأ في بعض أشعاره يشكو حاله وفقره.
أما فن الدعابة والفكاهة فقد جاءت على الأبحر السابقة لأن هذا الفن جاء في ثنايا قصائده المدحية أو وجد في بعض المقطعات الشعرية، أو كان ينظمها على الأبحر المجزوءة.
أما القافية والتي هي جرس من موسيقى الشعر الخارجية والتي تحقق بها الملاءمة بين أواخر أبيات القصيدة[cxii].فقد نظم البوصيري قصائده على معظم حروف اللغة، وقد جاءت القوافي بها على الشكل التالي:
القافية تكرارها
الهمزة مرة واحدة
الباء 4 مرات
الجيم مرة واحدة
الحاء مرة واحدة
الذال 6 مرات
الراء 10 مرات
السين 3 مرات
الطاء 3 مرات
الفاء مرة واحدة
الكاف مرتان
اللام 7 مرات
الميم 6 مرات
النون 6 مرات
الهاء 7 مرات
فقافية الراء احتلت المرتبة الأولى ثم اللام والهاء لرقتها ثم الذال والميم والنون.
فالبوصيري كان موفقاً في اختيار قوافيه وتفضيل بعضها على بعض حيث إن الحروف الثقيلة كالجيم وردت مرة واحدة والضاد لم يوردها في قصائده وكذلك بعض الحروف الثقيلة.
ومن هنا نرى أن البوصيري استخدم الحروف الجميلة الجرس اللذيذة النغم مثل الراء والدال والميم والنون وهي قوافي سهلة راعى ملاءمتها للغرض الشعري وهذا واضح من قوله:
واختارَهُ ملكُ الدنيا لِيْخِبُرهُ في مُلِكِه وهو مُختارٌ وَمُخْتَبَرُ [cxiii]
وقوله:
جَاءَ المسيحُ مِنَ الإلهِ رَسُولا فأبى أَقَلُّ العالمينَ عُقُولا[cxiv]
أما الموسيقى الداخلية: فقد عرفها النقاد بأنها اختيار الكلمات وترتيبها والمواءمة بينها وبين معانيها الدالة عليها[cxv]، وهي تتصل بجرس الألفاظ وخواصها الصوتية، وطريقة تأليف الكلام وتكرار ألفاظ أو حروف بعينها، ومن أفضل نواحي الجمال في الشعر وأسرعها إلى النفوس ما كان فيه جرس الألفاظ واضحاً منغماً.[cxvi]
وقد اعتنى البوصيري بموسيقاه الداخلية اعتناءً كبيراً وهذا واضح من قوله:
ما في الزمان جوادٌ يُرْجَى لدفع العظائمْ
ولا لِنَيْل مُرادٍ ولا لبْذلِ الَمَكارمْ
سواكَ يا خيرَ والٍ يُدْعَى ويا خَيْرَ حاَكِمْ[cxvii]
ومنه تكرار حرف الراء وما أحدثه من جرس موسيقى عذب، واختلاطه بأنواع البديع: هذا يظهر من قوله:
ويَحْمِلْ كُلَّ المُلَكِ عنه وإصْرَهُ حريٌ بتدبيرِ الأمورِ جديرُ
أخو عَزماتٍ فالبعيدُ مِنَ العُلا لديهِ قريبٌ والعسيرُ يسيرُ [cxviii]
الخاتمة:
بعد دارسة حياة البوصيري وشعره أرجو أن أكون قد حققت الهدف المرجو وهو الدفاع عن عصر البوصيري، فهو العصر المظلوم الذي لفه الغموض وأصابته يد المؤامرة فاتهم أدبه بالضعف والانحدار، بالرغم من أهمية الدور الذي قام به الشعراء والأدباء في ذلك العصر.
ويجدر بي أن أسجل أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث:
- عاش البوصيري حياته ناقماً على مجتمعه بسبب الحالة الاجتماعية التي كان يعيشها وما فيها من فقر وحرمان وكثرة عيال، لذا نجده دائما يشكو من كثرة أبنائه وسوء حالهم.
- أرى أن البوصيري لم يكن متصوفا، لكنه درس التصوف وعلومه وانتسب للمدرسة الشاذلية، وظهر التصوف عنده في المرحلة المتأخرة من حياته.
- البوصيري شخصية فكاهية بالدرجة الأولى بدأ أثر ذلك في شعره،ولعل الذي دفعني إلى هذا الحكم أشعاره الفكاهية.
- لقد استطاع البوصيري أن يتعامل مع المؤثرات الخارجية والداخلية التي خضع لها مجتمعه وذلك من خلال عرض أغراض شعره التي لم يشتهر منها إلا فن المدائح مع أنها أخذت حيزاً كبيراً تجاوز ثلثي الديوان.
- امتاز البوصيري عن شعراء المدائح النبوية في عنصرين مهمين هما: مدح آل البيت ومقارعة اليهود والنصارى وكان هذان العنصران أصليين في مدائحه.
- تمتاز مدائح البوصيري بميزة قلما نجدها عند غيره من الشعراء وهذه الميزة هي ظهور البيئة المصرية فيها ظهوراً واضحاً، وبناء عليه ظهرت في مدائحه صوراً وتشبيهات ريفيه مبتكرة.
- يدخل هجاء البوصيري في معظمه تحت باب النقد الاجتماعي، وذلك لأنه تناول الآفات التي كانت منتشرة بين مستخدمي الدولة كالخيانة والسرقة والرشوة ومعاناة البوصيري هي دليل على معاناة الرعية عامة.
- كان البوصيري مقلداً في بناء القصيدة إلا أنه تَحَّلَل من هذا التقليد في بعض قصائده، في المدائح النبوية حيث بدأ بمدح الرسول الكريم، وكذلك كان مقلداً في معانيه المدحية إلا أنه أضفى على ممدوحيه ” صفة الصوفية” وهذه ميزة في شعره، قلما نجدها عند غيره، وكان محافظاً في صوره وأوزانه الشعرية.
- امتاز أسلوبه بالرصانة والقوة خصوصاً في مدائحه النبوية وأشعاره الجدية في المدح والهجاء، وبالسهولة والرقة والليونة في أشعاره الفكاهية.
[i] ينظر ابن الغزي: ديوان الاسلام 1/310 ، السيوطي، حسن المحاضرة1/492 ، الصفدي، الوافي بالوفيات 3/105، ابن العماد: شذرات الذهب5/432، فوات الوفيات 3/362، الزركلي : الاعلام 6/139 رضا كحالة، معجم المؤلفين م5 /10/28 حاجي خليفة ، كشف الظنون 1331، إسماعيل البغدادي ، هدية العارفين 2/138.
[ii] الكتبي فوات الوفيات 3/362، الصفدي ، الوافي بالوفيات 3/105.
[iii] ينظر ابن الغزي ديوان الاسلام،1/311 ، الصفدي: الوافي بالوفيات 3/105.
[iv] الزركلي : الاعلام 6/139 ، الكتبي : فوات الوفيات 3/362 ابن عماد الحنبلي : شذرات الذهب 5/432 ، السيوطي ، حسن المحاضرة1/492 ابن الغزي: ديوان الاسلام 1/311، الصفدي ، الوافي بالوفيات 3/105.
[v] ابن الغزي ، ديوان الاسلام 1/310، اسماعيل باشا ، هدية العارفين 2/138.
[vi] ينظر محمد سيد كيلاني ، مقدمة الديوان،15.
[vii] هو علي بن عبدالله بن عبد الجبار من شاذلة بالمغرب ، قدم إلى مصر ، وكان شيخاً زاهداً ضريراً، اسس الطريقة الشاذلية ، انظر ترجمته: النجوم الزاهرة 7/69.
[viii] ينظر السيوطي ، حسن المحاضرة،1/57.
[ix] ينظر الكتبي، فوات الوفيات 3/362.
[x] السيوطي، حسن المحاضرة،1/492.
[xi] البوصيري، الديوان117.
[xii] فوات الوفيات 3/364.
[xiii] ابن الغزي، ديوان الاسلام 1/310-311.
[xiv] البوصيري، الديوان49.
[xv] نفسه، 220.
[xvi] نفسه ،238.
[xvii] ينظر علي نجيب عطوي، شاعر المدائح النبوية وعلمها 87.
[xviii] البوصيري، الديوان،99.
[xix] نفسه101.
[xx] نفسه،54/55.
[xxi] نفسه،97-98.
[xxii] نفسه، 206.
[xxiii] محمد سيد كيلاني، مقدمة الديوان،19.
[xxiv] ابن حجر الهيثمي، على متن الهمزية،413.
[xxv] ينظر عمر موسى باشا: تاريخ الادب العربي (العصر المملوكي)176.
[xxvi] البوصيري ، الديوان 117.
[xxvii] نفسه ،122.
[xxviii] عمر موسى باشا: تاريخ الادب العربي،ص177.
[xxix] شوقي ضيف، فصول في الشعر ونقده 233.
[xxx] ينظر علي صافي حسين ، الادب الصوفي في مصر ،42
[xxxi] ينظر:محمد زغلول سلام ، الأدب في العصر المملوكي 387.
[xxxii] ينظر : ياسين الأيوبي، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي 117
[xxxiii] ينظر: مخيمر صالح، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري 145
[xxxiv] البوصيري، الديوان ص 49
[xxxv] نفسه 175
[xxxvi] نفسه220
[xxxvii] نفسه 238
[xxxviii] ينظر : مخيمر صالح، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري 145
[xxxix] البوصيري الديوان 116
[xl] ينظر بكري شيخ أمين ، مطالعات في الشعر المملوكي، والعثماني 85.
[xli] ينظر نفسه 89-91.
[xlii] ينظر حسن عبد الهادي ، دراسة شعر شمس الدين النواحي،176.
[xliii] البوصيري،الديوان 102.
[xliv] نفسه،130.
[xlv] نفسه، 102.
[xlvi] نفسه،103
[xlvii] ينظر ياسين الايوبي، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي،112.
[xlviii] علي محمد بن سليم الصاحب الوزير الكبير أعماله فقام باعباء المملكة وكان واسع الصدر عفيفاً نزيهاً لا يقبل لاحد شيئاً الا أن يكون من الصلحاء والفقراء يحسن اليهم ويحترمهم ويدر عليهم الصلات (677) انظر ترجمته : الصفدي ، الوافي بالوفيات 22/31.
[xlix] البوصيري ، الديوان ،130.
[l] نفسه 117-118.
[li] نفسه 162
[lii] نفسه 160
[liii] سورة القلم 12، الزنيم: الذي يعرف بالشر واللؤم، العتل: الشديد الخصومة، لسان العرب مادة زنم، عتل
[liv] ياسين الأيوبي، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي 188
[lv] البوصيري، الديون 131
[lvi] المقريزي المقفى 3/91
[lvii] البوصيري، الديوان 172
[lviii] نفسه266.
[lix] علي نجيب عطوي، البوصيري شاعر المدائح النبوية وعلمها 117.
[lx] البوصيري، الديوان 268.
[lxi] نفسه،الديوان236.
[lxii] ينظر بكري شيخ أمين، مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني،288.
[lxiii] ينظر، نفسه289.
[lxiv] البوصيري ، الديوان 277.
[lxv] ينظر ياسين الأيوبي آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي 159
[lxvi] البوصيري ، الديوان 238
[lxvii] نفسه 257
[lxviii] نفسه 257.
[lxix] نفسه 257.
[lxx] نفسه 257
[lxxi] نفسه 257
[lxxii] بكري شيخ أمين , مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني 149
[lxxiii] البوصيري، الديوان 166
[lxxiv] عمرموسى باشا , تاريخ الأدب العربي في العصر المملوكي 183
[lxxv] البوصيري ,الديوان 167
[lxxvi] ينظر ، بدوي طبانة، البيان العربي 287
[lxxvii] ينظر، ابن طباطبا، عيار الشعر 11
[lxxviii] البوصيري، الديوان، 256
[lxxix] نفسه،246
[lxxx] نفسه، 175
[lxxxi] نفسه، 276
[lxxxii] نفسه، 249
[lxxxiii] ينظر زغلول سلام، الأدب في العصر المملوكي 1/301-302
[lxxxiv] ينظر ابن عصفور، ضرائر الشعر، 10
[lxxxv] البوصيري، الديوان 266
[lxxxvi] نفسه،274
[lxxxvii] نفسه، 141
[lxxxviii] نفسه، 103
[lxxxix] نفسه ،101
[xc] نفسه، 100
[xci] نفسه، 139
[xcii] نفسه، 255
[xciii] نفسه ، 246
[xciv] نفسه، 49
[xcv] القزويني: الإيضاح في علوم البلاغة 477
[xcvi] البوصيري، الديوان 242
[xcvii] نفسه، 246
[xcviii] انظر: الحموي، خزانة الأدب 1/435، القزويني، الإيضاح 366.
[xcix] البوصيري، الديوان، 243
[c] ابن أبي الإصبع، تحرير التحبير 80
[ci] البوصيري، الديوان 245
[cii] سورة آل عمران، 3/103
[ciii] البوصيري ، الديوان 245
[civ] سورة النجم، 53/8-9
[cv] شوقي ضيف في النقد الأدبي 167
[cvi] ينظر عمر موسى باشا: الأدب في بلاد الشام 658
[cvii] البوصيري، الديوان 149
[cviii] نفسه ، 158
[cix] نفسه، 242
[cx] ينظر إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر 7
[cxi] نفسه 17
[cxii] ينظر: أحمد الشايب أصول النقد الأدبي 321
[cxiii] البوصيري، الديوان 99
[cxiv] نفسه، 175
[cxv] ينظر: يوسف بكار: بناء القصيدة في النقد العربي القديم، 194
[cxvi] ينظر: إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر، 8
[cxvii] البوصيري، الديوان، 256
[cxviii] نفسه، 147
قائمة المصادر والمراجع:
- القران الكريم
- الأبشيهي، شهاب الدين، المستطرف في كل فن مستظرف شرحه ووضع هوامشه مفيد محمد حفني، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1 2002م.
- ابن أبي الإصبع: تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن، تحقيق محمد حنفي شرف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث، القاهرة، 1983م..
- أمين، بكري شيخ، مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني،دار الآفاق الجديد، ط 2،بيروت 1979م.
- أنيس إبراهيم، موسيقى الشعر، دار القلم للطباعة والنشر ، ط 4، بيروت، 1972.
- الأيوبي ياسين، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي، جروس بروس، ط1 ، طرابلس، 1995.
- باشا، عمر موسى،تاريخ الأدب العربي ( العصر المملوكي)، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط1، 1409هــ، 1989م.
- بروكلمان – كارل، تاريخ الأدب العربي- ترجمة غريب، غريب وآخرين، الهيئة المصرية للكتاب – 1995.
- البغدادي: إسماعيل باشا، هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، م/2 مكتبة المثنى، بغداد د .ط ، بيروت، 1955.
- بكار، يوسف حسين، بناء القصيدة في النقد العربي القديم، دار الأندلس ط2، بيروت، 1983.
- البوصيري، شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد، الديوان ، تحقيق محمد سيد كيلاني، ط2، 1393 هـ ، 1973م.
- ابن جعفر،أبو الفرج قدامه، نقد الشعر، تحقيق كمال مصطفى، مكتبة الخانجي، ط3، القاهرة، 1978.
- الحموي، علي بن حجة، خزانة الأدب وغاية الأرب، مكتبة لبنان بيروت، ط1، 1987.
- خليفة حاجي، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، صححه محمد شرف الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ( د. ط) 1992م.
- الزركلي، خير الدين، الأعلام ج /6، دار العلم للملايين، بيروت، ط 14 ، 1999.
- سلام، محمد زغلول، الأدب في العصر المملوكي، الدولة الأولى ( 684 – 783) ج1 ، دار المعارف، مصر الإسكندرية، ( د.ط) ، (د.ت).
- السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق، محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، (د.ت) 1418هــ ، 1998م.
- الشايب، أحمد، أصول النقد الأدبي، مكتبة النهضة المصرية، ط2 مصر، 1973م.
- صالح ، مخيمر، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري، دار مكتبة الهلال- بيروت، الدار العربية، عمان ط1، 1406هــ ، 1986م.
- الصفدي، صلاح الدين بن خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، ج3، باعتناء س ديدرينغ دار النشر فرانز شتاينر فيسبادن، 1394 هــ ، 1974م.
- صافي، حسين، الادب الصوفي في مصر، القرن السابع الهجري،1964،(د.ط)، (د.ت).
- ابن طباطبا، أبو الحسن محمد،عيار الشعر، تحقيق عبد العزيز المانع، دار العلوم، الرياض، 1985م.
- طبانة ، بدوي، البيان العربي، مكتبة الأنجلو المصرية، ط3، 1962م.
- عبد الله، محمد حسن، الصورة والبناء الشعري، دار المعارف، مصر.
- ابن عصفور، علي بن محمد، ضرائر الشعر، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1999م.
- عطوي، علي نجيب، البوصيري، شاعر المدائح النبوية وعلمها، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1415 هــ ، 1995م.
- ابن العماد، عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب في اخبار من ذهب، ج 5، تحقيق، محمد الأرناؤوط، دار ابن كثير، بيروت، ط1، 1992م.
- ابن الغزي، شمس الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن ت (1167هــ)، ديوان الإسلام، ج1، تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1411هــ – 1990م.
- القزويني، محمد بن عبد الرحمن، ت 734) ، الإيضاح في علوم البلاغة ، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني، ط3، 1973م.
- الكتبي، محمد بن شاكر ت (764هـ )فوات الوفيات والذيل عليها م/3، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت 1974م.
- كحالة،عمر رضا معجم المؤلفين،م/5،دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع،بيروت، لبنان.
- المقريزي 1– تقي الدين أحمد بن علي-الخطط،دار الكتاب اللبناني،بيروت، طبعة بولاق، 1270هـ.
- المقفى، دار الكتب المصرية، مجلد 1، لوحة رقم 250، تاريخ 372هــ.
- الهيثمي، ابن حجر، الشرح على متن الهمزية، مصر، المطبعة الخيرية،1307هــ.
الرسائل الجامعية:
دراسة شعر شمس الدين النواجي ( ت 859)، مع تحقيق ديوانه، د حسن محمد عبد الهادي عيسى، رسالة دكتوراه ـ كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، 1400 هــ، 1980م.
[1] ينظر ابن الغزي: ديوان الاسلام 1/310 ، السيوطي، حسن المحاضرة1/492 ، الصفدي، الوافي بالوفيات 3/105، ابن العماد: شذرات الذهب5/432، فوات الوفيات 3/362، الزركلي : الاعلام 6/139 رضا كحالة، معجم المؤلفين م5 /10/28 حاجي خليفة ، كشف الظنون 1331، إسماعيل البغدادي ، هدية العارفين 2/138. [1] الكتبي فوات الوفيات 3/362، الصفدي ، الوافي بالوفيات 3/105. [1] ينظر ابن الغزي ديوان الاسلام،1/311 ، الصفدي: الوافي بالوفيات 3/105. [1] الزركلي : الاعلام 6/139 ، الكتبي : فوات الوفيات 3/362 ابن عماد الحنبلي : شذرات الذهب 5/432 ، السيوطي ، حسن المحاضرة1/492 ابن الغزي: ديوان الاسلام 1/311، الصفدي ، الوافي بالوفيات 3/105. [1] ابن الغزي ، ديوان الاسلام 1/310، اسماعيل باشا ، هدية العارفين 2/138. [1] ينظر محمد سيد كيلاني ، مقدمة الديوان،15. [1] هو علي بن عبدالله بن عبد الجبار من شاذلة بالمغرب ، قدم إلى مصر ، وكان شيخاً زاهداً ضريراً، اسس الطريقة الشاذلية ، انظر ترجمته: النجوم الزاهرة 7/69. [1] ينظر السيوطي ، حسن المحاضرة،1/57. [1] ينظر الكتبي، فوات الوفيات 3/362. [1] السيوطي، حسن المحاضرة،1/492. [1] البوصيري، الديوان117. [1] فوات الوفيات 3/364. [1] ابن الغزي، ديوان الاسلام 1/310-311. [1] البوصيري، الديوان49. [1] نفسه، 220. [1] نفسه ،238. [1] ينظر علي نجيب عطوي، شاعر المدائح النبوية وعلمها 87. [1] البوصيري، الديوان،99. [1] نفسه101. [1] نفسه،54/55. [1] نفسه،97-98. [1] نفسه، 206. [1] محمد سيد كيلاني، مقدمة الديوان،19. [1] ابن حجر الهيثمي، على متن الهمزية،413. [1] ينظر عمر موسى باشا: تاريخ الادب العربي (العصر المملوكي)176. [1] البوصيري ، الديوان 117. [1] نفسه ،122. [1] عمر موسى باشا: تاريخ الادب العربي،ص177. [1] شوقي ضيف، فصول في الشعر ونقده 233. [1] ينظر علي صافي حسين ، الادب الصوفي في مصر ،42 [1] ينظر:محمد زغلول سلام ، الأدب في العصر المملوكي 387. [1] ينظر : ياسين الأيوبي، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي 117 [1] ينظر: مخيمر صالح، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري 145 [1] البوصيري، الديوان ص 49 [1] نفسه 175 [1] نفسه220 [1] نفسه 238 [1] ينظر : مخيمر صالح، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري 145 [1] البوصيري الديوان 116 [1] ينظر بكري شيخ أمين ، مطالعات في الشعر المملوكي، والعثماني 85. [1] ينظر نفسه 89-91. [1] ينظر حسن عبد الهادي ، دراسة شعر شمس الدين النواحي،176. [1] البوصيري،الديوان 102. [1] نفسه،130. [1] نفسه، 102. [1] نفسه،103 [1] ينظر ياسين الايوبي، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي،112. [1] علي محمد بن سليم الصاحب الوزير الكبير أعماله فقام باعباء المملكة وكان واسع الصدر عفيفاً نزيهاً لا يقبل لاحد شيئاً الا أن يكون من الصلحاء والفقراء يحسن اليهم ويحترمهم ويدر عليهم الصلات (677) انظر ترجمته : الصفدي ، الوافي بالوفيات 22/31. [1] البوصيري ، الديوان ،130. [1] نفسه 117-118. [1] نفسه 162 [1] نفسه 160 [1] سورة القلم 12، الزنيم: الذي يعرف بالشر واللؤم، العتل: الشديد الخصومة، لسان العرب مادة زنم، عتل [1] ياسين الأيوبي، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي 188 [1] البوصيري، الديون 131 [1] المقريزي المقفى 3/91 [1] البوصيري، الديوان 172 [1] نفسه266. [1] علي نجيب عطوي، البوصيري شاعر المدائح النبوية وعلمها 117. [1] البوصيري، الديوان 268. [1] نفسه،الديوان236. [1] ينظر بكري شيخ أمين، مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني،288. [1] ينظر، نفسه289. [1] البوصيري ، الديوان 277. [1] ينظر ياسين الأيوبي آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي 159 [1] البوصيري ، الديوان 238 [1] نفسه 257 [1] نفسه 257. [1] نفسه 257. [1] نفسه 257 [1] نفسه 257 [1] بكري شيخ أمين , مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني 149 [1] البوصيري، الديوان 166 [1] عمرموسى باشا , تاريخ الأدب العربي في العصر المملوكي 183 [1] البوصيري ,الديوان 167 [1] ينظر ، بدوي طبانة، البيان العربي 287 [1] ينظر، ابن طباطبا، عيار الشعر 11 [1] البوصيري، الديوان، 256 [1] نفسه،246 [1] نفسه، 175 [1] نفسه، 276 [1] نفسه، 249 [1] ينظر زغلول سلام، الأدب في العصر المملوكي 1/301-302 [1] ينظر ابن عصفور، ضرائر الشعر، 10 [1] البوصيري، الديوان 266 [1] نفسه،274 [1] نفسه، 141 [1] نفسه، 103 [1] نفسه ،101 [1] نفسه، 100 [1] نفسه، 139 [1] نفسه، 255 [1] نفسه ، 246 [1] نفسه، 49 [1] القزويني: الإيضاح في علوم البلاغة 477 [1] البوصيري، الديوان 242 [1] نفسه، 246 [1] انظر: الحموي، خزانة الأدب 1/435، القزويني، الإيضاح 366. [1] البوصيري، الديوان، 243 [1] ابن أبي الإصبع، تحرير التحبير 80 [1] البوصيري، الديوان 245 [1] سورة آل عمران، 3/103 [1] البوصيري ، الديوان 245 [1] سورة النجم، 53/8-9 [1] شوقي ضيف في النقد الأدبي 167 [1] ينظر عمر موسى باشا: الأدب في بلاد الشام 658 [1] البوصيري، الديوان 149 [1] نفسه ، 158 [1] نفسه، 242 [1] ينظر إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر 7 [1] نفسه 17 [1] ينظر: أحمد الشايب أصول النقد الأدبي 321 [1] البوصيري، الديوان 99 [1] نفسه، 175 [1] ينظر: يوسف بكار: بناء القصيدة في النقد العربي القديم، 194 [1] ينظر: إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر، 8 [1] البوصيري، الديوان، 256 [1] نفسه، 147
قائمة المصادر والمراجع:
- القران الكريم
- الأبشيهي، شهاب الدين، المستطرف في كل فن مستظرف شرحه ووضع هوامشه مفيد محمد حفني، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1 2002م.
- ابن أبي الإصبع: تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن، تحقيق محمد حنفي شرف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث، القاهرة، 1983م..
- أمين، بكري شيخ، مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني،دار الآفاق الجديد، ط 2،بيروت 1979م.
- أنيس إبراهيم، موسيقى الشعر، دار القلم للطباعة والنشر ، ط 4، بيروت، 1972.
- الأيوبي ياسين، آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي، جروس بروس، ط1 ، طرابلس، 1995.
- باشا، عمر موسى،تاريخ الأدب العربي ( العصر المملوكي)، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط1، 1409هــ، 1989م.
- بروكلمان – كارل، تاريخ الأدب العربي- ترجمة غريب، غريب وآخرين، الهيئة المصرية للكتاب – 1995.
- البغدادي: إسماعيل باشا، هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، م/2 مكتبة المثنى، بغداد د .ط ، بيروت، 1955.
- بكار، يوسف حسين، بناء القصيدة في النقد العربي القديم، دار الأندلس ط2، بيروت، 1983.
- البوصيري، شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد، الديوان ، تحقيق محمد سيد كيلاني، ط2، 1393 هـ ، 1973م.
- ابن جعفر،أبو الفرج قدامه، نقد الشعر، تحقيق كمال مصطفى، مكتبة الخانجي، ط3، القاهرة، 1978.
- الحموي، علي بن حجة، خزانة الأدب وغاية الأرب، مكتبة لبنان بيروت، ط1، 1987.
- خليفة حاجي، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، صححه محمد شرف الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ( د. ط) 1992م.
- الزركلي، خير الدين، الأعلام ج /6، دار العلم للملايين، بيروت، ط 14 ، 1999.
- سلام، محمد زغلول، الأدب في العصر المملوكي، الدولة الأولى ( 684 – 783) ج1 ، دار المعارف، مصر الإسكندرية، ( د.ط) ، (د.ت).
- السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق، محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، (د.ت) 1418هــ ، 1998م.
- الشايب، أحمد، أصول النقد الأدبي، مكتبة النهضة المصرية، ط2 مصر، 1973م.
- صالح ، مخيمر، المدائح النبوية بين الصرصري والبوصيري، دار مكتبة الهلال- بيروت، الدار العربية، عمان ط1، 1406هــ ، 1986م.
- الصفدي، صلاح الدين بن خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، ج3، باعتناء س ديدرينغ دار النشر فرانز شتاينر فيسبادن، 1394 هــ ، 1974م.
- صافي، حسين، الادب الصوفي في مصر، القرن السابع الهجري،1964،(د.ط)، (د.ت).
- ابن طباطبا، أبو الحسن محمد،عيار الشعر، تحقيق عبد العزيز المانع، دار العلوم، الرياض، 1985م.
- طبانة ، بدوي، البيان العربي، مكتبة الأنجلو المصرية، ط3، 1962م.
- عبد الله، محمد حسن، الصورة والبناء الشعري، دار المعارف، مصر.
- ابن عصفور، علي بن محمد، ضرائر الشعر، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1999م.
- عطوي، علي نجيب، البوصيري، شاعر المدائح النبوية وعلمها، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1415 هــ ، 1995م.
- ابن العماد، عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب في اخبار من ذهب، ج 5، تحقيق، محمد الأرناؤوط، دار ابن كثير، بيروت، ط1، 1992م.
- ابن الغزي، شمس الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن ت (1167هــ)، ديوان الإسلام، ج1، تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1411هــ – 1990م.
- القزويني، محمد بن عبد الرحمن، ت 734) ، الإيضاح في علوم البلاغة ، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني، ط3، 1973م.
- الكتبي، محمد بن شاكر ت (764هـ )فوات الوفيات والذيل عليها م/3، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت 1974م.
- كحالة،عمر رضا معجم المؤلفين،م/5،دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع،بيروت، لبنان.
- المقريزي 1– تقي الدين أحمد بن علي-الخطط،دار الكتاب اللبناني،بيروت، طبعة بولاق، 1270هـ.
- المقفى، دار الكتب المصرية، مجلد 1، لوحة رقم 250، تاريخ 372هــ.
- الهيثمي، ابن حجر، الشرح على متن الهمزية، مصر، المطبعة الخيرية،1307هــ.
الرسائل الجامعية:
دراسة شعر شمس الدين النواجي ( ت 859)، مع تحقيق ديوانه، د حسن محمد عبد الهادي عيسى، رسالة دكتوراه ـ كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، 1400 هــ، 1980م.